التشخيص

ليتمكن الطبيب من تشخيص فشل القلب، سيجري فحصًا سريريًا ويطرح عليك بعض الأسئلة عن الأعراض التي تشعر بها وسيرتك المرَضية. وسيقيِّم أيضًا وجود عوامل الخطورة المرتبطة بالإصابة بفشل القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض الشريان التاجي أو السكري.

كما يشمل الفحص استخدام السماعة الطبية للإصغاء إلى الرئتين والقلب، حيث قد يكتشف وجود نفخة قلبية. ويمكن أن يفحص اختصاصي الرعاية أوردة الرقبة ويتحقق من وجود تورّم في الساقين والبطن.

الفحوص

من الممكن أن تشمل الاختبارات التي قد تجرى لتشخيص فشل القلب:

  • تحاليل الدم. يمكن أن تساعد تحاليل الدم في تشخيص الأمراض التي يمكن أن تصيب القلب. يمكن أيضًا أن تُجرى تحاليل الدم للبحث عن بروتين محدد يصنعه القلب والأوعية الدموية. ويرتفع مستوى هذا البروتين في حال الإصابة بفشل القلب.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية. يمكن أن تبين صور الأشعة السينية أمراض الرئتين والقلب.
  • مخطط كهربية القلب. يسجل هذا الاختبار السريع غير المؤلم الإشارات الكهربائية في القلب. ويمكن أن يُظهر مدى سرعة نبض القلب أو بطئه.
  • مخطط صدى القلب. هو موجات صوتية تنشئ صورًا للقلب أثناء نبضه. ويوضح هذا الاختبار حجم القلب وبنيته وصماماته ومعدل تدفق الدم عبره.
  • الكسر القذفي. الكسر القذفي هو قياس لنسبة الدم الخارج من القلب في كل انقباضة. ويُسجَّل هذا القياس أثناء إجراء مخطط صدى القلب. وتساعد نتيجته على تصنيف فشل القلب وتوجيه العلاج. وتُعتبر نسبة 50% أو أكثر للكسر القذفي نسبة مثالية. ولكن لا يمكن استبعاد فشل القلب حتى مع وجود قيم مخبرية ضمن المعدل الطبيعي.
  • الاختبارات أثناء أداء التمارين الرياضية أو اختبارات الجهد. تشمل هذه الاختبارات غالبًا المشي على جهاز المشي أو ركوب دراجة ثابتة أثناء فحص القلب. ويمكن أن تُظهر اختبارات الجهد طبيعة استجابة القلب للأنشطة البدنية. وفي حال تعذر ممارسة التمارين، يمكن أن يعطيك الطبيب أدوية معينة.
  • التصوير المقطعي المحوسب للقلب. يستخدم هذا الاختبار الأشعة السينية لالتقاط صور مقطعية للقلب.
  • تصوير القلب بالرنين المغناطيسي. يستخدم هذا الاختبار مجالات مغناطيسية وموجات راديوية لالتقاط صور تفصيلية للقلب.
  • تصوير الأوعية التاجية. يساعد هذا الاختبار على اكتشاف أي انسدادات في شرايين القلب. يُدخل الطبيب أنبوب قسطرة في أحد الأوعية الدموية، بمنطقة الأربية أو الرسغ عادةً. ثم يوجهه نحو القلب. تتدفق عبر هذه القسطرة صبغة تصل إلى شرايين القلب. وتساعد هذه الصبغة على إظهار الشرايين بمزيد من الوضوح في صور الأشعة السينية والفيديو.
  • خزعة من عضلة القلب. في هذا الاختبار، يأخذ الطبيب قطعًا صغيرة للغاية من عضلة القلب لفحصها. ويمكن إجراء هذا الاختبار لتشخيص بعض أنواع أمراض عضلة القلب التي تُسبب الإصابة بفشل القلب.

قد يخبرك الطبيب بمرحلة المرض خلال إجراء اختبار فشل القلب أو بعد الانتهاء منه. ويساعد تصنيف مراحل المرض على تحديد العلاج الأنسب. تُحدد مرحلة فشل القلب بطريقتَين رئيسيتَين:

تصنيف جمعية أطباء القلب في نيويورك (NYHA)

يقسّم هذا النظام فشل القلب إلى أربع فئات بالأرقام. وقد تلاحظ استخدام الأرقام الرومانية في أسماء تلك الفئات.

  • فشل القلب من الفئة 1. لا توجد أعراض لفشل القلب.
  • فشل القلب من الفئة 2. يمكن أداء الأنشطة اليومية دون صعوبة. ولكن يُسبب بذل مجهود الشعور بضيق النفَس أو الإرهاق.
  • فشل القلب من الفئة 3. توجد صعوبة في أداء الأنشطة اليومية.
  • فشل القلب من الفئة 4. يحدث ضيق في النفَس حتى أثناء الراحة. وتشمل هذه الفئة حالات فشل القلب الأكثر خطورة.

تصنيف الكلية الأمريكية لطب القلب/جمعية القلب الأمريكية

يستخدم نظام التصنيف القائم على المراحل هذا حروفًا بدءًا من "A" إلى "D"، ويتضمن فئة للأشخاص المعرضين للإصابة بفشل القلب.

  • المرحلة "A". تكون لدى الشخص عدة عوامل خطر لفشل القلب لكن لا يصاحبها ظهور أي مؤشرات أو أعراض.
  • المرحلة "B". يكون المريض مصابًا بمرض في القلب ولكن لا تظهر عليه أي مؤشرات أو أعراض لفشل القلب.
  • المرحلة C. يكون المريض مصابًا بمرض في القلب وتظهر عليه مؤشرات أو أعراض لفشل القلب.
  • المرحلة "D". يكون المريض مصابًا بمرحلة متأخرة (متفاقمة) من فشل القلب، ويحتاج إلى علاجات متخصصة.

يستخدم الأطباء غالبًا نظامي التصنيف معًا للمساعدة على تحديد أنسب خيارات العلاج للمريض. يمكن أن يساعدك الطبيب على معرفة وفهم المرحلة التي وصلت إليها.

العلاج

يعتمد علاج فشل القلب على سببه. وغالبًا يتضمن إجراء تغييرات في نمط الحياة وتناول الأدوية. وإذا كان فشل القلب ناتجًا عن حال مَرَضية أخرى، فقد يؤدي علاجها إلى علاج فشل القلب.

يحتاج بعض الأشخاص المصابين بفشل القلب إلى الخضوع لجراحة لفتح الشرايين المسدودة أو لتركيب جهاز لمساعدة القلب على العمل بكفاءة أكبر.

ويمكن أن تتحسن أعراض فشل القلب مع العلاج.

الأدوية

قد تُستخدم مجموعة من الأدوية معًا لعلاج فشل القلب. تعتمد الأدوية المحددة المستخدَمة على سبب فشل القلب والأعراض. تشمل أدوية علاج فشل القلب:

  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين. تعمل هذه الأدوية على إرخاء الأوعية الدموية لخفض ضغط الدم وتحسين تدفق الدم وتقليل الضغط على القلب. وتشمل الأمثلة على ذلك إينالابريل (Vasotec و Epaned) وليسينوبريل (Zestril و Qbrelis) وكابتوبريل.
  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2. تحقق هذه الأدوية ذات الفوائد التي تحققها مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين. وقد تكون خيارًا ممكنًا للأشخاص الذين لا يتحملون مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين. وتشمل لوسارتان (Cozaar) وفالسارتان (Diovan) وكانديسارتان (Atacand).
  • مستقبلات الأنجيوتنسين ومثبطات النبريلايسين. يستخدم هذا الدواء نوعين من أدوية ضغط الدم لعلاج فشل القلب. ومزيج الأدوية هو ساكوبتريل-فالسارتان (Entresto). ويُستخدم لعلاج بعض الأشخاص المصابين بفشل القلب مع انخفاض الكسر القذفي. وقد يساعد على تجنب الحاجة إلى الإقامة بالمستشفى.
  • حاصرات مستقبلات بيتا. تعمل هذه الأدوية على إبطاء سرعة القلب وخفض ضغط الدم. فهي تحد من أعراض فشل القلب وتساعد على تحسين أداء القلب. إذا كنت مصابًا بفشل القلب، فقد تساعدك حاصرات مستقبلات بيتا على العيش لفترةٍ أطول. ومن أمثلتها كارفيديلول (Coreg) وميتوبرولول (Lopressor و Toprol-XL و Kapspargo Sprinkle) وبيسوبرولول.
  • مدرّات البول. تشيع تسمية هذه الأدوية بحبوب الماء، وتؤدي إلى زيادة عدد مرات التبول. يساعد ذلك على منع تراكم السوائل في الجسم. ومن أمثلة مدرّات البول فوروسيميد (Lasix و Furoscix) الذي يقلل أيضًا من السوائل داخل الرئة ليكون التنفس أكثر سهولة.

    تؤدي بعض مدرّات البول إلى فقد الجسم للبوتاسيوم والمغنيسيوم. وقد يوصي اختصاصي الرعاية الصحية ببعض المكمّلات الغذائية لعلاج ذلك. إذا كنت تتناول دواءً مدرًا للبول، فقد تخضع بانتظام لتحاليل للدم للتحقق من مستويات البوتاسيوم والمغنيسيوم.

  • مدرّات البول الموفرة للبوتاسيوم. تسمى هذه الأدوية أيضًا مضادات الألدوستيرون، وتشمل سبيرونولاكتون (Aldactone و Carospir) وإبليرينون (Inspra). قد تساعد هذه الأدوية المصابين بفشل القلب الحاد مع انخفاض الكسر القذفي على العيش لفترة أطول.

    لكن على عكس مدرّات البول، يمكن أن تزيد هذه الأدوية مستوى البوتاسيوم في الدم إلى مستويات خطيرة. تحدث مع اختصاصي الرعاية الصحية عن نظامك الغذائي ومَدخول البوتاسيوم.

  • مثبطات الناقل المشترك للصوديوم والغلوكوز 2. تساعد هذه الأدوية على خفض مستوى سكر الدم. وغالبًا تُصرف مع اتباع نظام غذائي وممارسة تمارين رياضية لعلاج السكري من النوع الثاني. ولكنها أيضًا واحدة من أولى العلاجات لفشل القلب. ذلك لأن العديد من الدراسات أظهرت أن الدواء قلل من خطر الإقامة في المستشفى والوفاة لدى الأشخاص المصابين بأنواع معينة من فشل القلب، حتى لو لم يكونوا مصابين بالسكري. ومن أمثلة هذه الأدوية كاناغليفلوزين (Invokana) وداباغليفلوزين (Farxiga) وإمباغليفلوزين (Jardiance).
  • ديغوكسين (Lanoxin). يساعد هذا الدواء، المسمى أيضًا بالديجيتاليس، القلب على الانقباض بشكل أفضل لضخ الدم. ويبطئ أيضًا سرعة ضربات القلب غالبًا. يقلل الديغوكسين أعراض فشل القلب لدى المصابين بمرض فشل القلب مع انخفاض الكسر القذفي. وقد يوصف على الأرجح لمن لديه اضطراب في نظم القلب، مثل الرجفان الأذيني.
  • الهيدرالازين وإيزوسوربيد ثنائي النترات (BiDil). يساعد الجمع بين هذه الأدوية على إرخاء الأوعية الدموية، وتمكن إضافتها إلى خطتك العلاجية في حال الإصابة بحالة فشل القلب الحاد ولم تساعدك مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو حاصرات مستقبلات بيتا.
  • فيريسيجات (Verquvo). يُتناول هذا الدواء لعلاج فشل القلب المزمن مرة واحدة يوميًا عن طريق الفم. وهو نوع من الأدوية التي تُسمى منبه غوانيلات السيكلاز القابلة للذوبان عن طريق الفم. وقد أثبتت الدراسات أن المصابين بفشل القلب مرتفع الخطورة ممن تناولوا هذا الدواء كانت مدة إقامتهم في المستشفى وحالات الوفيات لديهم بسبب فشل القلب وأمراض القلب أقل مقارنة بأولئك الذين تناولوا حبة دواء وهمية.
  • أدوية التقلص العضلي الإيجابية. يمكن أن تُعطى هذه الأدوية من خلال الوريد للأشخاص المحتجزين في المستشفى بسبب إصابتهم بأنواع معينة من فشل القلب الحاد. وتساعد أدوية التقلص العضلي الإيجابية القلبَ على ضخ الدم بشكلٍ أفضل والحفاظ على مستوى ضغط الدم. غير أن استخدام هذه الأدوية لفترة طويلة قد ارتبط بزيادة خطر التعرض للوفاة لدى بعض المرضى. تحدث مع اختصاصي الرعاية الصحية بشأن فوائد هذه الادوية ومخاطرها.
  • الأدوية الأخرى. قد يصف اختصاصي الرعاية الصحية أدوية أخرى لعلاج أعراض محددة. فعلى سبيل المثال، قد يتلقى بعض الأشخاص النترات لعلاج ألم الصدر، أو الأدوية الخافِضة للكوليسترول لخفض الكوليسترول، أو الأدوية المميعة للدم للمساعدة في منع تجلط الدم.

قد يحتاج اختصاصي الرعاية الصحية إلى تغيير جرعات الأدوية باستمرار. ويكون هذا أكثر شيوعًا عندما تكون قد بدأت للتو استخدام دواء جديد أو عندما تتفاقم حالتك.

قد تحتاج إلى البقاء في المستشفى إذا اشتدت أعراض فشل القلب لديك. أثناء وجودك في المستشفى، قد تتلقى:

  • أدوية لتخفيف حدة الأعراض.
  • أدوية أخرى لمساعدة قلبك على الضخ بصورة أفضل.
  • الأكسجين من خلال قناع أو أنابيب صغيرة توضع في الأنف.

وقد تحتاج إلى استخدام الأكسجين التكميلي لفترة طويلة إذا كنت مصابًا بفشل القلب الحاد.

العمليات الجراحية أو غيرها من الإجراءات

قد يوصَى بالخضوع لجراحة أو معالجة أخرى لوضع جهاز قلب لعلاج الحالة المرَضية التي تؤدي إلى فشل القلب.

وقد تشمل الجراحات أو الإجراءات الطبية الأخرى لفشل القلب ما يلي:

  • جراحة طُعم مجازة الشريان التاجي. قد تحتاج إلى إجراء هذه الجراحة إذا سبّبت الشرايين شديدة الانسداد فشل القلب. وتتضمن الجراحة أخذ وعاء دموي سليم من الساق أو الذراع أو الصدر ثم توصيله بين أسفل الشرايين المسدودة في القلب وأعلاها. فيحسّن هذا المسار الجديد تدفق الدم إلى عضلة القلب.
  • ترميم صمام القلب أو استبداله. إذا تُسبب صمام متضرر من صمامات القلب في فشل القلب، فقد يوصي اختصاصي الرعاية بترميم الصمام أو استبداله. هناك أنواع مختلفة من جراحات صمام القلب. يعتمد النوع المطلوب على سبب مرض صمام القلب.

    يمكن ترميم صمام القلب أو استبداله عبر جراحة القلب المفتوح أو الجراحة طفيفة التوغل.

  • مقوّم نظم القلب ومزيل الرجفان القابل للزرع. يُستخدم مُقَوِّم نظم القلب ومُزيل الرَّجَفان القابل للزرع للوقاية من مضاعفات فشل القلب. وهو ليس علاجًا لفشل القلب بحد ذاته. ولكن جهاز مشابه لجهاز تنظيم ضربات القلب. يُزرع الجهاز تحت الجلد في منطقة الصدر باستخدام أسلاك تمر عبر الأوردة وصولًا إلى القلب.

    يراقب مُقوِّم نظم القلب ومُزيل الرَّجَفان القابل للزرع نبض القلب. وفي حال بدأ القلب في النبض بنظم خطير، يحاول الجهاز تصحيح النبض. وإذا توقف القلب، يرسل الجهاز صدمات لإعادته إلى نظمه الطبيعي. ويمكن أيضًا أن يعمل مُقَوِّم نظم القلب ومُزيل الرَّجَفان القابل للزرع كمنظم لنبض القلب ويسرّع نبض القلب البطيء.

  • علاج إعادة التزامُن القلبي (CRT). يُعرف العلاج أيضًا باسم إنظام البطينين، وهو علاج لفشل القلب لدى الأشخاص الذين لا تضخ الحجرتان السفليتان للقلب بالتزامن فيما بينهما. فيرسل الجهاز إشارات كهربائية إلى الحجرتين السفليتين للقلب. وتحث الإشارات الحجرتين على الانقباض بطريقة أكثر تناسقًا، ويحسّن هذا عملية ضخ الدم خارج القلب. يمكن استخدام علاج إعادة التزامُن القلبي مع مُقَوِّم نظم القلب ومُزيل الرَّجَفان القابل للزرع.
  • جهاز المساعدة البُطينية (VAD). يساعد جهاز المساعدة البُطينية على ضخ الدم من الحجرتين السفليتين للقلب إلى سائر الجسم. ويسمى أيضًا جهاز دعم الدورة الدموية الميكانيكي. ورغم أنه يمكن وضع جهاز المساعدة البُطينية في إحدى الحجرتين السفليتين للقلب أو كلتيهما، فإنه في الغالب يُزرع في الحجرة السفلية اليسرى.

    قد يوصي اختصاصي الرعاية الصحية باستخدام جهاز المساعدة البُطينية إذا كنت في انتظار عملية زراعة قلب. وفي بعض الأحيان، يُستخدم جهاز المساعدة البُطينية كعلاج دائم للأشخاص المصابين بفشل القلب، ولكنهم ليسوا مرشحين مناسبين لإجراء عملية زراعة القلب.

  • زراعة القلب. يصاب بعض الأشخاص بفشل حاد في القلب بدرجة لا تفيد فيها الجراحة أو الأدوية. وقد يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى قلب متبرع سليم كبديل.

    ليست عملية زراعة القلب العلاج المناسب للجميع. يساعد اختصاصيو الرعاية الصحية في مركز زراعة الأعضاء في تحديد ما إذا كان الإجراء آمنًا ومفيدًا لك.

رعاية الأعراض والرعاية في مرحلة الاحتضار

قد يوصي الطبيب برعاية طبية خاصة لتقليل الأعراض وتحسين جودة الحياة، ويُطلق عليها الرعاية التلطيفية. يمكن لأي شخص مصاب بمرض خطير أو مهدد للحياة الاستفادة من هذا النوع من الرعاية. ويمكن استخدامه لعلاج أعراض المرض أو لتخفيف الآثار الجانبية للعلاج.

لم تعد الأدوية تجدي نفعًا ولم تعد عملية زرع القلب أو الجهاز خيارًا، لدى بعض الأشخاص المصابين بفشل القلب. إذا حدث ذلك، فقد يُوصى برعاية خاصة في مرحلة الاحتضار. ويُطلق عليها رعاية المحتضرين.

تتيح رعاية المحتضرين لأفراد العائلة والأصدقاء رعاية الأشخاص الأعزاء عليهم وتوفير الراحة لهم بمساعدة الممرضات والاختصاصيين الاجتماعيين والمتطوعين المدربين. يمكن تقديم رعاية المحتضرين في منزلك أو في دور رعاية المسنين ومراكز الإعاشة المدعومة.

توفر رعاية المحتضرين ما يلي للمرضى والأشخاص الأعزاء عليهم:

  • الدعم العاطفي.
  • الدعم النفسي.
  • الدعم الروحي.

رغم صعوبة مناقشة مشكلات مرحلة الاحتضار مع عائلتك وفريقك الطبي، فإنه أمر مهم. ومن المحتمل أن يتضمن جزء من هذه المناقشة توجيهًا سابقًا بالرعاية. وهو مصطلح عام يعبر عن التعليمات الشفهية والمكتوبة التي تقدمها فيما يتعلق بالرعاية الطبية المقدَّمة لك في حال أصبحت غير قادر على الإفصاح عما في نفسك.

وإذا كان لديك جهاز مقوِّم نظم القلب ومُزيل الرجفان القابل للغرس، فمن الاعتبارات المهمة التي يجب مناقشتها مع أفراد العائلة وفريق الرعاية الصحية إمكانية إيقاف تشغيل الجهاز لتجنب توليد صدمات تجعل القلب يستمر في الخفقان.

نمط الحياة والعلاجات المنزلية

قد يُطلب من بعض الأشخاص المصابين بفشل القلب تناول مكمّلات غذائية تحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية. إذ تُظهر بعض الأبحاث أن المكمّلات الغذائية قد تساعد على تقليل الحاجة إلى تلقي الرعاية في المستشفى.

وعادةً يؤدي إجراء تغييرات معينة في نمط الحياة إلى تحسين أعراض فشل القلب. بل ويمكن لهذه التغييرات أن توقف تدهور الحالة أيضًا.

ويوصى بإجراء التغييرات الآتية لتحسين صحة القلب:

  • الامتناع عن التدخين. يتلف التدخين الأوعية الدموية ويرفع ضغط الدم. ويخفض مستويات الأكسجين في الدم ويزيد من سرعة ضربات القلب. والإقلاع عن التدخين هو أفضل طريقة لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. إذا كنت بحاجة إلى المساعدة في الإقلاع، استشر اختصاصي الرعاية المتابع لحالتك. واعلم أنه لا يمكن أن تكون مؤهلاً لإجراء زراعة قلب لك إذا واصلت التدخين. وتجنّب أيضًا التعرض للتدخين السلبي.
  • تحقق من عدم وجود تورّم في الساقين والكاحلين والقدمين. افعل ذلك كل يوم. اتصل باختصاصي الرعاية الصحية إذا تفاقم التورّم.
  • تحقق من وزنك. اسأل اختصاصي الرعاية الصحية عن عدد المرات التي ينبغي لك فيها وزن نفسك. فقد تعني زيادة الوزن أن جسمك يحتفظ بالسوائل. وقد تحتاج إلى إجراء تغيير في العلاج. واتصل باختصاصي الرعاية إذا زاد وزنك عن 2.3 كغم (5 أرطال) أو أكثر في غضون بضعة أيام.
  • تحكم في الوزن. تزداد خطورة الإصابة بأمراض القلب مع زيادة الوزن. اسأل اختصاصي الرعاية الصحية عن الوزن الأمثل بالنسبة لك. فحتى فقدان القليل من الوزن قد يساعد في تحسين صحة القلب.
  • اتباع نظام غذائي صحي. احرص على اتباع نظام غذائي يحتوي على الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة ومشتقات الحليب منزوعة الدسم أو قليلة الدسم والبروتينات خفيفة الدهن. واحرص على الحد من الدهون المشبعة أو المتحولة.
  • قلل استخدام الملح في الطعام. يؤدي تناول كثير من الملح (الصوديوم) إلى دفع الجسم إلى الاحتفاظ بالماء. ويُسمى ذلك احتباس الماء. ويؤدي إلى زيادة إجهاد القلب. وتشمل الأعراض ضيق النفس وتورّم الساقين والكاحلين والقدمين.

    اسأل اختصاصي الرعاية الصحية عما إذا كان ينبغي لك اتباع نظام غذائي خال من الملح أو قليل الملح. وتذكّر أن الملح يكون مضافًا بالفعل إلى الأطعمة الجاهزة.

  • قلل من شرب الكحوليات. يمكن للمشروبات الكحولية أن تتداخل مع عمل بعض الأدوية. كما أنها تُضعِف القلب وتزيد خطر اضطراب نبض القلب. وفي حال الإصابة بفشل القلب، فقد يوصي اختصاصي الرعاية الصحية بعدم تناول المشروبات الكحولية.
  • اسأل عن مقدار السوائل التي يمكنك شربها. إذا كنت مصابًا بفشل حاد في القلب، فقد يقترح اختصاصي الرعاية تقليل كمية السوائل التي تشربها.
  • حافظ على النشاط قدر الإمكان. تساعد ممارسة التمارين الرياضية المتوسطة في الحفاظ على صحة الجسم والقلب. لكن احرص على استشارة اختصاصي الرعاية الصحية بشأن برنامج التمارين الرياضية المناسب لك. وإذا كنت مصابًا بفشل القلب، فقد يقترح اختصاصي الرعاية برنامجًا للمشي أو التأهيل القلبي في المستشفى المحلي.
  • التقليل من التوتر. يمكن أن تؤدي المشاعر القوية مثل القلق أو الغضب إلى زيادة سرعة ضربات القلب. ويصبح التنفس أصعب ويرتفع ضغط الدم. وقد تؤدي هذه التغييرات إلى تدهور فشل القلب.

    ابحث عن طرق لتخفيف التوتر العاطفي. ومن الوسائل المستخدمة لتخفيف التوتر والسيطرة عليه التدرب على التركيز الذهني والتواصل مع الآخرين في مجموعات الدعم.

  • نيل قسط أفضل من النوم. قد يُسبب فشل القلب ضيق النفس، وخاصة عند الاستلقاء. جرب النوم ورأسك مسنود إلى وسادة أو مسند. وإذا كنت تصدر صوت شخير أو تعاني صعوبات أخرى أثناء النوم، فاحرص على الخضوع لاختبار انقطاع النفس النومي.
  • احرص على تلقّي اللقاحات الموصى بها. اسأل اختصاصي الرعاية الصحية عن لقاحات الإنفلونزا والتهاب الرئة وكوفيد 19.

التأقلم والدعم

تتطلب السيطرة على فشل القلب التواصل الدائم بينك وبين اختصاصي الرعاية الصحية. لهذا اعرض بصراحة أي صعوبات تتعلق بنظامك الغذائي ونمط حياتك واستخدام الأدوية. وانتبه لجسمك وما تشعر به. وأخبِر اختصاصي الرعاية الصحية بوقت شعورك بتحسن حالتك أو تدهورها، فهذا سيساعده على تحديد العلاج الأنسب لحالتك.

قد تساعدك الخطوات الآتية في السيطرة على فشل القلب:

  • تناوُل الأدوية حسب تعليمات الطبيب. إذا كانت الآثار الجانبية للأدوية أو تكلفتها مصدر قلق لك، فاسأل اختصاصي الرعاية عن الخيارات الأخرى المتاحة. لكن لا تتوقف عن تناول أدويتك دون استشارة اختصاصي الرعاية أولًا. احرص أيضًا على حضور جميع المواعيد الطبية المُحددة. وإذا فاتك موعد طبي، فاسأل اختصاصي الرعاية الصحية عن كيفية تحديد موعد آخر ومتى سيكون.
  • توخي الحذر مع الأدوية والمكملات الغذائية الأخرى. قد تؤدي بعض الأدوية المتاحة دون وصفة طبية لعلاج الألم والتورّم إلى تفاقم حالة فشل القلب. وتشمل هذه الأدوية الأيبوبروفين (Advil وMotrin IB وغيرهما) ونابروكسين الصوديوم (Aleve). وقد تكون بعض أدوية الحِمية والمكمِّلات الغذائية أيضًا غير آمنة إذا كنت تتناول أدوية لعلاج فشل القلب. لذلك احرص دائمًا على إخبار الطبيب بجميع الأدوية التي تتناولها، بما في ذلك الأدوية المتاحة دون وصفة طبية.
  • قياس وزنك يوميًا. افعل ذلك فور الاستيقاظ وبعد تناول الإفطار وبعد التبول. ودوِّن وزنك في مفكرة. واصطحب المفكرة معك أثناء فحوصاتك الطبية. فقد تكون زيادة الوزن مؤشرًا على تراكم السوائل.
  • قياس ضغط الدم في المنزل. دوِّن قياساتك وأحضِرها معك أثناء فحوصاتك الطبية. سيساعد ذلك اختصاصي الرعاية الصحية على معرفة ما إذا كان العلاج فعالاً أم أن الحالة تتفاقم. ويمكن الحصول على أجهزة قياس ضغط الدم المنزلية من المتاجر والصيدليات المحلية.
  • معرفة طريقة التواصل مع اختصاصي الرعاية الصحية احتفظ برقم هاتف اختصاصي الرعاية الصحية ورقم هاتف المستشفى واتجاهات الوصول إلى المستشفى أو العيادة في متناول يديك. فستحتاج إلى أن تكون هذه المعلومات متوفرة بسهولة إذا كان لديك أسئلة تتعلق بصحتك أو كنت تحتاج إلى الذهاب إلى المستشفى.
  • طلب المساعدة. قد يكون الالتزام بالعلاج والتغييرات في نمط الحياة صعبًا. وقد يساعدك أن تطلب من أصدقائك وعائلتك مساعدتك على تحقيق أهدافك.

الاستعداد لموعدك

إذا كنت تشعر بالقلق بشأن احتمال الإصابة بفشل القلب، فحدد موعدًا مع الطبيب الذي قد يحيلك إلى طبيب القلب. قد يكون علاج فشل القلب أسهل وأكثر فعالية في حال اكتشافه مبكرًا.

قد تكون مدة المواعيد الطبية قصيرة. وقد تكون هناك غالبًا عدة أمور ترغب في مناقشتها، لهذا يُستحسن أن تكون مستعدًا للموعد الطبي. وإليك بعض المعلومات لمساعدتك في الاستعداد للموعد الطبي.

ما يمكنك فعله

  • التزم بأي قيود يجب اتباعها قبل الموعد الطبي. عند حجز موعد طبي، اسأل عما إذا كان هناك ما يتعين عليك فعله مسبقًا. فقد يُطلب منك على سبيل المثال الامتناع عن تناول الطعام أو الشراب لفترة من الوقت قبل إجراء بعض الاختبارات.
  • دوِّن أي أعراض تشعر بها، بما في ذلك أي أعراض قد لا تبدو ذات صلة بفشل القلب.
  • دَوِّن المعلومات الشخصية الرئيسية، بما فيها السيرة المرَضية العائلية للإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية أو ارتفاع ضغط الدم أو السكري، بالإضافة إلى الضغوط الكبيرة أو التغييرات التي طرأت مؤخرًا على حياتك. وتحقق مما إذا كان أي فرد من عائلتك قد سبقت له الإصابة بفشل القلب. فبعض أمراض القلب التي تُسبب فشل القلب تسري في العائلات. ولذلك، فإن معرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات بشأن سيرتك المرَضية العائلية قد يكون مفيدًا.
  • أعِدَّ قائمة بجميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكمّلات الغذائية التي تستخدمها. واذكر جرعاتها. وأحضر هذه القائمة معك إلى جميع الفحوصات الطبية.
  • اصطحب معك أحد الأشخاص، إن أمكن. قد يكون من الصعب في بعض الأحيان تذكر كل المعلومات المقدمة إليك خلال موعدك الطبي. وقد يتذكر من يرافقك معلومة قد فاتتك أو نسيتها.
  • دوِّن الأسئلة التي ترغب في طرحها على اختصاصي الرعاية الصحية. فعلى سبيل المثال قد تسأل إذا كنت مصابًا بفشل القلب عما إذا كان من الآمن لك ولزوجتك ممارسة العلاقة الحميمة أم لا. يمكن لأغلب المصابين بفشل القلب الاستمرار في ممارسة العلاقة الحميمة بمجرد السيطرة على الأعراض. إذا كانت لديك أسئلة، فاستشر اختصاصي الرعاية الصحية.

وقتك مع اختصاصي الرعاية محدود، لذلك سيساعدك إعداد قائمة بالأسئلة في الاستفادة القصوى من وقتكما معًا. ورتب أسئلتك من الأكثر إلى الأقل أهمية تحسبًا لنفاد الوقت. من الأسئلة الأساسية التي يمكنك طرحها على اختصاصي الرعاية الصحية بخصوص فشل القلب:

  • ما السبب الأرجح للأعراض التي أشعر بها؟
  • هل هناك أسباب مُحتمَلة أخرى لأعراضي؟
  • ما أنواع الفحوصات التي أحتاج إلى إجرائها؟ هل تحتاج هذه الاختبارات لأي تحضيرات خاصة؟
  • ما هي العلاجات المتوفرة؟ ما العلاج الذي تنصحني بتناوله؟
  • ما الأغذية التي ينبغي عليَّ تناوُلها أو تجنُّبها؟
  • ما مستوى النشاط البدني الملائم؟
  • هل عليَّ الالتزام بأي قيود على النشاط البدني؟
  • كم مرة يجب أن أخضع للفحص لمتابعة تغيرات حالتي؟
  • لديَّ حالاتٌ صحيَّةٌ أخرى، ما هي أفضل طريقة ممكنة للتعامل مع هذه الحالات معًا؟
  • هل هناك دواء جَنيس للدواء الذي تصفه لي؟
  • هل يحتاج أفراد عائلتي إلى الخضوع للفحص لاكتشاف الحالات المرَضية التي قد تُسبب فشل القلب؟
  • هل هناك أي معلومات مطبوعة يمكنني أخذها معي إلى المنزل؟ ما المواقع الإلكترونية التي تنصح بزيارتها؟

لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى.

ما يمكن توقعه من الطبيب

من المحتمل أن يطرح عليك الطبيب بعض الأسئلة. ولا شك أن الاستعداد للإجابة عنها سيوفر وقتًا كافيًا لمناقشة أي تفاصيل ترغب في تخصيص مزيد من الوقت لها. قد يطرح الطبيب الأسئلة التالية:

  • متى لاحظت ظهور الأعراض لأول مرة؟
  • هل الأعراض مستمرة أم تظهر من حين لآخر؟
  • ما هي درجة شدة الأعراض لديك؟
  • ما الذي يُحسّن أعراضك، إن وُجد؟
  • هل يوجد أي شيء يؤدي إلى تفاقم الأعراض؟

ما يمكنك فعله في هذه الأثناء

ليس من المبكر أبدًا إذخال تغييرات صحية على نمط الحياة، مثل الإقلاع عن التدخين وتقليل الملح في الطعام وتناول الأطعمة الصحية. يمكن أن تساعد هذه التغييرات على الوقاية بدء الإصابة بفشل القلب أو من تفاقمه.